الأربعاء، 11 فبراير 2009

ما اجملها...!!!



الدمع يتساقط من عيني كرذاذ المطر في اول ايام الشتاء...

نبض قلبي يتسارع شيئا فشيئا...

اكاد انفجر مما احتويه بداخلي...

يترأس الحزن قائمتي و لا مفر منه...!

انه يقترب الآن...!!!

ماذا سافعل ماذا ساقول؟! أين المفر؟!

يا ارض رجائي لكِ! خبئيني في جوفك لا احتمل المواجهة أرجوكِ!

كلما اقترب مني كلما زاد حزني و خوفي اكثر فاكثر...

اتراجع خطوة تلو الخطوة...

لكنه ما زال يقترب بروية نحوي؟؟ يا الهي ماذا افعل؟!

اين المفر؟! لا مفر!! هذا ما استنتجه عقلي مباشرة!

التصق ظهري بالحائط الرخامي الرطب...

حينها فقط توقف!!

اجل توقف!! هل تصدقون ذلك؟!

توقف و لا تفصل بيننا الا مقدار شعرة رفيعة!!!

عيناه تجول في انحاء وجهي!

هدوؤه يثير الرعب في نفسي و.... !!!

وضع راحة يده على الجدار جانبي مشتتا بحركته افكاري!!!

فجأة!

ارتسمت ابتسامة شفافة على وجهه و هو يقول:" الجميع يخطئون,,,,,, والجميع يستحقون فرصة ثانية فلم لا تغتسل الآن"

عقد لساني و لم استطع الرد... بل اكتفيت برمي دموعي رميا لعلها تشرح مابي...

حينها اردف قائلا:"كما تشاء على كل سأكون بانتظارك لاساعدك بالاغتسال!!!"

ازاح يده بكل خفة و ابتعد تاركا اياي مهشم الفؤاد ضائعا و حائرا...

الدموع تحكي قصتي و شعري المبعثر يروي مأساتي!!

رفعت رأسي لارى السماء الداكنة... تساقطت قطرات المطر, تحاول محو آلامي بلا فائدة!

حينها فقط شعرت بما حولي,انزلت راسي لارى نظرات رهيبة تنهشني من كل اتجاه معاتبة محتقرة ساخرة...

لم اعد احتملها! لم اعد احتملها ابداً!

قدماي لم تعودا قادرتان على حملي, سقطت! نعم سقطت على ركبتي غير قادر على الحراك مطأطأ الراس, و سلمت امري للبكاء المرير الذي ظل حبيس نفسي منذ امد طويل!!

اجهشت ببكاء مرٍ يملؤه الخزي و العار و عويل يهز كياني, متناسيا بذلك نظرات من حولي و عتابهم, لم يعد لي مكان الجأ اليه الجميع يرفضني و ينبذني!

اين مكاني في هذا العالم؟ أين؟!

حينها تذكرت تلك الكلمات, اجل! هناك مكاني هناك مستقبلي!

مسحت دموعي و انسحبت بما تبقى لي من كرامة الى ذلك البناء المهيب, وجدت الباب مفتوحا كقلب الأم لا يغلق ابداً...

خلعت حذائي الطيني, رميته لكي لا يراه احد, التوتر يهزني هزا و عيناي تجوب المكان بقلق...

و الرعب يطاردني, فطردي هو اول خيار يتخذه اي شخص يراني...!

لفت نظري منظر الشابين احدهما قابع في الزاوية يقرا في كتاب الله و الآخر جالس بجانبة يبتسم الي!!

كان منظرهما هادئاً خاشعاً يريح النفس!!

حينها اشار الي الشاب بالتقدم نحوهم!!

تحرك جسدي وحده كالدمية المسيرة...!

اشار لي ان اجلس...

ترددت!! كيف اجلس بجانبهم في مثل هذا المكان الراقي بثيابٍ رثة قذرة كثيابي...

لن ابالغ لو قلت بانني شعرت برغبة بالهروب بسبب خجلي مما انا عليه الآن...!!

لم اشعر قط بوجهي يلتهب هكذا من قبل...

جلست احدق بالارض غير قادر على رفع راسي اكثر...

حينها بادرني قائلا:"كنت اعلم بذلك, انت لست منهم, انت منا, من (امة محمد)"

خانتني دموعي و لم اقدر على خنقها, بدأت ابكي بصوت عالٍ حتى افزعت نفسي...

ربت الشاب على كتفي قائلا:"لا عليك كما قلت لك اغتسل و ساساعدك"

بعد ان انهى الشيخ قراءته و نظر نحوي قائلا:"ما الذي تريده؟"

بعد لحظات من التردد قلت من بين دموعي:"ان اصحو................... و اغتسل .............من ذنوبي"

ابتسما لي في الوقت ذاته و قالا معا كرر ورائي:"لا اله الا الله محمد رسول الله اللهم بك اسلمت و عليك توكلت"

"لا اله الا الله محمد رسول الله اللهم بك اسلمت و عليك توكلت"

قلبي لم يعد يحتمل! بكيت و بكيت! لكن هذه المرة بكائي كان مختلفا كنت ابكي و البسمة تعلو وجهي و الراحة تملأ نفسي.

حينها قال الشاب:"ياااااه! ما اجملها!"

"حقا ما اجملها!

ما اجمل التوبة!"

هناك 4 تعليقات:

  1. حقا ما اجملها يفرط احدنا بالذنوب والمعاصي وتجرفه معها الدنيا وعندما يصحو يجد فوقه رب رحيم قادر على نسيان جميع خطاياه ان قرر هو تركها بقلب صادق فيرحمه ويرأف بحاله

    لكن يجب على الانسان ان لا يتناسى ان الله جل في علاه كما هو غفور رحيم فإنه شديد العقاب

    نسأل الله أن نكون من من يغسل ذنوبه باستمرار حتى يصبح كـ الثوب الابيض ناصع البياض ونرزق بأعالي الجنان " اللهم آمييين "

    قصة رائعة اخيتي .. وطؤح مؤثر .. إلى الأمام :)

    ردحذف
  2. اللهم آمين, عذرا على غيابي الطويل اختي.
    اشكر لكِ

    ردحذف
  3. قصة جميلة باسلوب مشوق.
    ما أجملها من توبة صادقة
    خالصة لوجه الله.
    كم جميل ان يعود المرء الى ربه
    يغمره اليقين بالمغفره فهو الغفار الرحيم.

    موفقه في اختيارك للموضوع
    استمري والى الامام دائما^^

    ردحذف
  4. Toto:
    سررت حقا لانه اعجبكِ, و سررت اكثر بتواجدك:)
    و اتمنى انها ما تكون الزيارة الاخيرة:D
    و لكِ تحياتي اختي الغالية:).

    ردحذف