الاثنين، 26 يناير 2009

لقاء العظماء.!

نسيت و مزقت صفحاتي...
اهملت و لفظت...
احرقوني منذ زمن بعيد...
و اصبحت بالنسبة لهم غبار يزين كتب التاريخ...
و عندما استعدت نفسي... عدت إليهم, و كلِ امل في حياة افضل...
ذهبت على موعدي تسبقني خطواتي إليهم...
وقفت انتظرهم بكل شوق و الابتسامة لا تتركني...
رأيتهم من بعيد و كلهم ثقة و قوة...
و ملامحهم تحوي الجدية و الغضب و الغرور...
ترددت لوهلة لكنني بالنهاية رفعت يدي احييهم.. حتى بادروني بالصفع...
كان لقاءاً حاراً بحق...!
كل ما تلقيته هو التجاهل و الكراهية المطلقة و اللامبالاة...
لم يسألني احد عن حالي... اين انا و كيف صرت...؟!
بل لم يعد احد يراني... و كأنني طيف قد تناقلتني الازمان دون سبب...
حينها راودني تساؤل هز اعماقي...
"يا ترى لو كان الذهب الاسود و ما احويه من ثروات معي الى الآن, هل كانت معاملتهم لي ستتغير؟!"
سألتهم.. اجل سألتهم بإلحاح, لو كنت كما انا عليه قبل عشرين سنة هل كنتم ستعاملونني هذه المعاملة السيئة؟!
كالعادة لا مجيب..!
اعدت سؤالي على مسامعهم مرة اخرى...
و يبدو ان التجاهل هو حوارهم الوحيد معي...!
اعدت السؤال مراراً و تكراراً...
نظروا الي فوق اكتافهم و ساروا مبتعدين...

حينها صرخت و الدموع تنهمر: ألم يعد لي اعتبار أجيبوني!

وقف احدهم و نظر الي نظرة مستصغرة و قال بكل بساطة: بالطبع لا.

لم أفاجأ لهذا الرد ... بل فوجئت بأنني لست طيفاً و ان احدهم رآني و سمعني و اجابني...!
وقفت يقيدني الخوف من مستقبلي...
الى متى سأهيم في الطرقات؟!
الى متى سيدوم العذاب؟!
الى متى.؟!
مع ذلك كلي ثقة بأنه سيأتي ذلك اليوم الذي يبحث فيه الناس عني و لا يجدونني...
حيث ينصرني الله تعالى على اعدائي ان شاء الله...
سأريهم كل انواع العذاب التي اذاقوني اياه...
و مهما بكوا و توسلوا و جاهدوا..و اشعلوا اصابعهم ندماً...
لن ارجع بعد نبذي ابداً...
أبـــــداً.